إطلاق صواريخ من الجنوب اللبناني على إسرائيل

 إطلاق صواريخ من الجنوب اللبناني على إسرائيل

شهدت الحدود اللبنانية- الإسرائيلية، أمس، يوماً ساخناً جداً، في أعقاب إطلاق نحو 34 قذيفة صاروخية من الجنوب اللبناني تجاه شمال إسرائيل، بدأت على أثرها اتصالات دولية؛ لمنع احتمالية تدهور الأوضاع بين الجانبين، والانجرار إلى حرب شاملة.

فيما حرص «حزب الله» على بث رسائل، مفادها أنه لا يقف وراء هذا القصف، وأن جهات مجهولة، يعتقد أنها فلسطينية في لبنان، بحسب مصادر تولت إطلاق صواريخ؛ للتعبير عن غضبها من الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة على المسجد الأقصى الشريف.

وأكد رئيس حكومة تصريف الأعمال، نجيب ميقاتي، رفض لبنان «أي تصعيد عسكري» من أراضيه، وشدّد ميقاتي في بيان، عقب استقباله زير الدفاع الإيطالي غويدو كروزيتو، على «إدانة لبنان وشجبه عملية إطلاق الصواريخ من جنوب لبنان»، موضحاً أن بلده «يرفض مطلقاً أي تصعيد عسكري ينطلق من أرضه واستخدام الأراضي اللبنانية لتنفيذ عمليات تتسبب بزعزعة الاستقرار القائم».

في الأثناء، خاضت القيادة الإسرائيلية سجالات على مختلف المستويات، تجلت خلالها خلافات حول أشكال الرد اللازم على القصف.

فمال اليمينيون في الحكومة كالوزير في وزارة الدفاع، بتسلئيل سموترتش، ووزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، صوب الرد بغارات مدمرة على مواقع «حزب الله»، باعتباره المسؤول عن القصف، بزعم أن لا أحد غيره يجرؤ على إطلاق وابل الصواريخ هذا غيره أو دون موافقته كأدنى تقدير.

هذا وقد سارع «حزب الله» إلى التوضيح، من خلال القنوات السرية مع قوات الأمم المتحدة المرابطة في جنوب لبنان «اليونيفيل»، وكذلك من خلال النشر الإعلامي بأنه ليس مسؤولاً عن القصف، ونفى مصدر في «حزب الله» المسؤولية عن إطلاق الصواريخ، التي استهدفت، انطلاقاً من الأراضي اللبنانية منطقة الجليل.

بدوره، أعلن الجيش الإسرائيلي أن الصواريخ التي أطلقت من جنوب لبنان باتجاه إسرائيل هي دون شك «نيران فلسطينية»، وقال المتحدث باسم الجيش، الكولونيل ريتشارد هيشت، لصحافيين «نعلم علم اليقين بأن هذه نيران فلسطينية».

بينما أصدرت «اليونيفيل» أوامر إلى الموظفين المدنيين والعسكريين باللجوء إلى الملاجئ، نظراً للوضع الخطير جنوبي لبنان.وتفصيلاً، أطلقت قذائف صاروخية من طراز «كاتيوشا» من 3 مواقع جنوبي لبنان، على مقربة من مخيمات اللاجئين الفلسطينيين القريبة من مدينة صور، تصدت لها «القبة الحديدية» الإسرائيلية، التي وضعت في حالة تأهب قصوى، لكنها فشلت في السيطرة عليها جميعاً، وتم إغلاق المجال الجوي الإسرائيلي أمام الطيران المدني، وأطلقت صفارات الإنذار في أكثر من 30 بلدة في الجليل الغربي.

وفتحت البلديات الملاجئ. وندد الأمين العام للأمم المتحدة بإطلاق الصواريخ، وفق ما قال المتحدث باسمه، ستيفان دوجاريك، الذي دعا «جميع الأطراف» إلى «أكبر قدر من ضبط النفس». وصرح دوجاريك لصحافيين «ندين إطلاق الصواريخ العديدة (….)، وندعو جميع الأطراف إلى ممارسة أكبر قدر من ضبط النفس».

فيما نددت وزارة الخارجية الأمريكية بإطلاق الصواريخ، وكرّرت دعمها «الراسخ» للدولة العبرية، وصرح المتحدث باسم الخارجية، فيدانت باتيل لصحافيين «نقر بحق إسرائيل المشروع في الدفاع عن نفسها ضد أي شكل من أشكال العدوان».

فيما أعلن الجيش اللبناني عثوره على عدد من الصواريخ، المعدة للإطلاق في بلدتين جنوبي البلاد بعد ساعات من الإطلاق، فيما وصفت قوة الأمم المتحدة الموقتة في جنوب لبنان الوضع بأنه «خطير للغاية»، وحضت الجانبين على «ضبط النفس وتجنب المزيد من التصعيد». وأفاد الجيش اللبناني في بيان بأنه عثر «على منصات صواريخ وعدد من الصواريخ المعدة للإطلاق في محيط بلدتي زبقين والقليلة» في قضاء صور، موضحاً أنه «يجري العمل على تفكيكها».

أخبار ذات صلة

"https://uaeplus.ae/