اقتصادي إماراتي يكتب: جانب من إدارة “الفطيم” الفذة
نعى أمس صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم رجل الأعمال الإماراتي ماجد الفطيم، أحد أهم تجار دبي وكبار رجالاتها.
وتفاعل عدد كبير من مواطني ومقيمي دولة الإمارات مع خبر رحيله، حيث كتب الاقتصادي ورجل الأعمال الإماراتي ناصر الشيخ سلسلة من التغريدات حول جانب من حياة ماجد الفطيم رحمه الله.
وقال الشيخ:””حالته الصحية مؤخراً كانت حرجة، وخبر وفاته حرك مشاعر جياشة تجاه ذلك الرجل الفاضل، ممن عرفه ومن لم يعرفه تناول العديد مآثره وهو أهل لذلك، لكني أود أن أتطرق لجوانب أخرى، فمن يطلع على الوثائق البريطانية يرى كيف صنفه الإنجليز بتقاريرهم كذلك الشاب الدبوي العروبي.
نجاحاته العملية لا تعد ولا تحصى، رجل أعمال سبق عصره فبالرغم من دوره الديناميكي في تنمية مجموعة الفطيم لما وصلت إليه إلا أنه كان دوما في الميدان، تجلى لي ذلك عندما افتتحت المجموعة فرعها الأول لأيس هاردوير في أحد معارضنا، مديره تفاوض.. لكنه أتى شخصيا ليتأكد من مناسبة الموقع.
كلنا يعرف بيت الإستشارات ماكينزي اليوم، لكن قد لا يعلم معظم الناس أنه هو من حثهم على القدوم للمنطقة، وعرض عليهم منحهم مكاتب مجاناً لفترة من الزمن.. ومنحهم بعض العقود الإستشارية من مجموعته لكي يحفزهم للقدوم، لم يعرض شراكة لكنه إرتأى أن وجود بيت الخبرة هنا سيرتقي بقطاعات شتى .
وكذلك عندما خرج من مجموعة الفطيم وأسس مجموعة ماجد الفطيم، حيث ركز رحمه الله على الكفاءات البشرية وإستقطبها برواتب لم يشهدها القطاعين العام أو الخاص فمجلسه الإستشاري ضم الأمريكي لي أياكوكا الذي إنتشل شركة كرايزلر من شبح الإفلاس إلى عصرها الذهبي، هذا وغيره من أفذاذ الإدارة
وعندما عمل على ديرة سيتي سنتر جلب إستشاري عالمي متخصص من الولايات المتحدة الأمريكية، وجلب للمشروع مدير مول أوف أمريكا.. أكبر مول في العالم حينها، وكان أول من يدفع لبلدية دبي لتنشئ سوق جسور سير خاصة به وعندما تأسست شركة إعمار إستقطبت أول مدير لها من كفاءات مجموعة ماجد الفطيم.
يمكني الإسترسال لكني أكتفي بهذا القدر لتبيان العقلية التجارية الفذة التي فقدنا، شخصية غيرت كثير من مفاهيم العيش ليس في الإمارات وحسب.. إنما المنطقة برمتها. وعلى الجانب الإنساني لي شهادة أحتفظ بها لنفسي، فما لم يقال قبل ليس له أن يقال بعد رحيله، رجل بكل ما تحمله الكلمة من معان.