الإمارات على موعد اليوم مع استقبال سلطان النيادي بعد إنجاز «طموح زايد 2»
تستقبل اليوم دولة الإمارات رائد الفضاء سلطان النيادي عقب إنجازه أطول مهمة فضائية في تاريخ العرب، «طموح زايد 2»، التي امتدت 6 أشهر، أجرى خلالها 200 مهمة بحثية علمية، فيما قضى أكثر من 4400 ساعة في الفضاء، وقرابة 600 ساعة في إجراء التجارب العلمية، والتي ألهمت ملايين الشباب العرب أنهم قادرون على الإسهام الإيجابي في مسيرة البشرية العلمية والحضارية.
ونجح النيادي في تحقيق إنجازات نوعية وتاريخية، رسخت اسم دولة الإمارات إقليمياً وعالمياً في قطاع الفضاء، إذ أصبح أول رائد فضاء عربي يخوض مهمة «السير في الفضاء» خارج محطة الفضاء الدولية، ضمن البعثة الـ69 في شهر أبريل الماضي، والتي استمرت نحو 7 ساعات لتنفيذ عدد من المهام الأساسية، كالصيانة والتحديث، علاوة على إكمال السلسلة التحضيرية لتركيب عدد من الألواح الشمسية على المحطة، وعزز هذا النجاح ريادة الإمارات عالمياً في قطاع الفضاء، إذ أصبحت الدولة الـ10 عالمياً في مهمات السير في الفضاء خارج المحطة الدولية.
وعاد رائد الفضاء سلطان النيادي من متن محطة الفضاء الدولية يوم 4 سبتمبر الجاري، عقب إنجازه أطول مهمة فضائية في تاريخ العرب بنجاح، والتي امتدت 6 أشهر، دعمه فيها فريق مركز محمد بن راشد للفضاء، وزميله هزاع المنصوري مسؤول متابعة المهمة من محطة المراقبة الأرضية، بينما تم إطلاق المهمة يوم 3 مارس الماضي، في تمام الساعة 9:34 صباحاً بتوقيت دولة الإمارات العربية المتحدة، على متن المركبة الفضائية دراجون، التي حملت على متنها سلطان النيادي، ورائدي فضاء وكالة ناسا ستيفن بوين ووارين هوبيرغ، ورائد الفضاء الروسي أندري فيديايف.
ونجح رائد الفضاء الإماراتي، وطاقم Crew-6 في مهمته في تنفيذ العديد من الإنجازات المهمة، ومن بينها إعادة تعيين موقع التحام المركبة الفضائية دراجون، التابعة لشركة «سبيس إكس»، في محطة الفضاء الدولية، وذلك يوم 6 مايو الماضي. وكانت هذه العملية الثالثة لنقل المركبة دراجون من منفذ إلى آخر، حيث تم تكرار هذه المهمة في مناسبتين فقط، في مهمتي الطاقم Crew-1، والطاقم Crew-2.
وخصص النيادي 4400 ساعة لإجراء 200 مهمة بحثية علمية رائدة على متن محطة الفضاء الدولية، ومن بينها العمل على أجهزة لرصد الحالة الصحية للطاقم، مرتدياً قميصاً ورابطة رأس يقيس عبرهما نبضات القلب، وضغط الدم، والتنفس وغيرها من الأمور؛ بهدف دراسة عمل وظائف أجسامهم في بيئة الجاذبية الصغرى، فيما شارك إلى جانب أعضاء الطاقم، في التجهيز لمهمة السير في الفضاء خارج محطة الفضاء الدولية، لتركيب عدد من الألواح الشمسية، إذ كان يعمل على مناورات الذراع الروبوتية Canadarm2 عبر نظام المحاكاة على الحاسوب.
وعلى مدار نحو 3 أعوام شملت التدريبات الكثير من البرامج والتأهيل المتقدم، ومن بينها التجهيز لمهمة السير في الفضاء إذ تم التدريب في مختبر الطفو المحايد التابع لناسا، في مركز جونسون للفضاء في هيوستن، بولاية تكساس، فيما خضع النيادي لـ9 جولات كل منها ست ساعات، فتدرب تحت الماء لمحاكاة السير في الفضاء باستخدام النموذج الكامل لمحطة الفضاء الدولية.
وحقق رائد الفضاء الإماراتي نجاحاً في التجارب العلمية بالتعاون مع 25 جامعة محلية وعالمية و10 وكالات فضاء دولية، إذ نفذ النيادي نحو 19 تجربة بحثية بالتعاون مع وكالة ناسا، ووكالة الفضاء الأوروبية، ووكالة الفضاء الكندية، ووكالة استكشاف الفضاء اليابانية «جاكسا»، والمركز الوطني لدراسات الفضاء بفرنسا، وأسهم هذا التعاون في إنجاز تجربة «Lumina» الأولى من نوعها لدراسة درجات الإشعاع الفضائي بمحطة الفضاء الدولية، إضافة إلى إعداد دراسات علمية طبية تشمل دراسة نظام القلب والأوعية الدموية ودراسة مسببات الأمراض في الفضاء.
نفذ رائد الفضاء سلطان النيادي أكثر من 1700 ساعة من الاختبارات والتدريبات العامة والخاصة بمهمة «طموح زايد 2»، وذلك استعداداً لأول مهمة طويلة الأمد لرواد الفضاء العرب، إذ بدأ رائد الفضاء التدريب مع وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا» في أوائل سنة 2020.