الجيش الإسرائيلي يقتل الصحفية شيرين أبو عاقلة
أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، الأربعاء، وفاة مراسلة قناة «الجزيرة» شيرين نصري أبوعاقلة، متأثرة بنيران الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية.. وكانت الصحفية ترتدي سترة الصحافة الواقية من الرصاص أثناء تعرضها لإطلاق النار في منطقة الرأس تحت الأذن.
ولاقى الخبر تنديداً فلسطينياً واسعاً بين الأوساط السياسية والشعبية وعبر صفحات الإعلاميين على مواقع التواصل الاجتماعي.
توفيت المراسلة الفلسطينية (51 عاماً) أثناء تغطيتها لأحداث مخيم جنين، حيث اندلعت اشتباكات مسلحة بين مجموعة من المقاومين والقوات الإسرائيلية، التي اقتحمت المدينة والمخيم بأكثر من 40 دورية معززة بالوحدات الخاصة، من عدة محاور، وحاصرت عدة مناطق حول المخيم.
كما اقتحم الجنود حي الجابريات المطل على المخيم، ودعوا الشباب عبر مكبرات الصوت إلى تسليم أنفسهم.
وقالت الوزارة إن الصحفي علي السمودي أصيب أيضاً بنيران الجيش الإسرائيلي خلال اقتحام القوات للمدينة الواقعة شمال الضفة.. وأصيب السمودي برصاصة في الظهر لكن حالته مستقرة.
كانت الوزارة قد أعلنت في بيان إصابة المراسلة «برصاص حي في منطقة الرأس»، مشيرة إلى أن وضعها الصحي كان حرجاً للغاية.
من جانبها، ذكرت وكالة «معاً» الإخبارية أن عدداً من المواطنين والطواقم الصحفية أصيبوا برصاص القوات الإسرائيلية، بينهم إصابات خطيرة، خلال عملية الاقتحام.. وأضافت أن الجنود الإسرائيليين حاصروا أحد المنازل في المخيم وسط اشتباكات مسلحة، وأطلقوا النار بشكل عشوائي.
وفي أول رد فعل إسرائيلي، قال بيان للجيش الإسرائيلي إن قواته أطلقت النار رداً على تعرضها «لنيران كثيفة» في جنين، زاعماً أن «ثمة احتمالاً محل البحث حالياً بأن المراسلَين أصيبا ربما بنيران أطلقها مسلحون فلسطينيون».
ووصف وزير خارجية إسرائيل يائير لابيد مقتل الصحفية الفلسطينية بـ«المؤسف» وعرض إجراء تحقيق مشترك مع الفلسطينيين.. وقال: «نطالب الفلسطينيين بإجراء تحقيق مرضٍ مشترك، عقب المقتل المؤسف للصحفية شيرين أبوعاقلة».. وأضاف: «يجب حماية الصحفيين في ساحات القتال، وعلينا واجب الوصول إلى الحقيقة».
لكن الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبومازن)، من جانبه، حمل القوات الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن وفاة أبو عاقلة.
ووصفت مساعدة وزير الخارجية القطري لولوة الخاطر مقتل أبوعاقلة بـ«جريمة نكراء تضاف إلى السجل البشع للاحتلال الإسرائيلي إذ قتلوا الصحفية (..) برصاصة في الوجه وهي ترتدي سترة الصحافة».
تنحدر أبوعاقلة من عائلة عريقة في مدينة بيت لحم، ولدت عام 1971 في مدينة القدس المحتلة، وكانت قد درست الهندسة المعمارية في جامعة العلوم والتكنولوجيا بالأردن، قبل أن تتخصص في المجال الإعلامي، حيث حصلت على درجة البكالوريوس من جامعة اليرموك الأردنية.
بدأت حياتها المهنية مع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، وقناة عمان الفضائية، وإذاعتَي فلسطين ومونت كارلو، ثم عملت مراسلة مع قناة الجزيرة منذ عام 1997.
كانت آخر تغريدة لأبوعاقلة عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» قد نشرتها يوم 5 مايو الماضي تنعي فيها وفاة والدة الأسير الفلسطيني كريم يونس.
تنديد واسع
وأدان الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، الأربعاء، مقتل المراسلة برصاص إسرائيلي. وأكد في بيان أن «ما حدث جريمة بشعة في حق الصحافة وحرية الإعلام لا ينبغي السماح بمرورها مر الكرام وبما يستوجب تحقيقاً شاملاً».
كما نددت الأوساط الفلسطينية الرسمية والشعبية بمقتل أبوعاقلة، وأدانت الرئاسة الفلسطينية ما وصفته «جريمة إعدام» الجيش الإسرائيلي للصحفية، ونعى رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية ومجلس الوزراء شيرين أبوعاقلة «التي قضت برصاص جنود الاحتلال، خلال قيامها بواجبها الصحفي لتوثيق الجرائم المروعة التي يرتكبها الاحتلال».
وقالت وزارة الإعلام الفلسطينية إن «جريمة اغتيال أبو عاقلة، تستدعي تكثيف الجهود الفلسطينية والعربية والدولية لتحقيق العدالة ومحاسبة إسرائيل».
كما اعتبرت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية مقتل المراسلة «امتداداً لجرائم الإعدامات الميدانية المتواصلة ضد أبناء الشعب الفلسطيني وضد الصحفيين، في محاولة إسرائيلية ممنهجة لإسكات صوت الحقيقة».
بدورها، طالبت دائرة حقوق الإنسان والمجتمع المدني في منظمة التحرير الفلسطينية بتحقيق دولي، كون استهداف أبوعاقلة وزملائها «يشكل منحنىً خطيراً في الانتهاكات الإسرائيلية».
وذكر بيان صدر عن بعثة الاتحاد الأوروبي في فلسطين أن مقتل الصحفية «صدمة، ونعرب عن أعمق تعازينا لأسرتها، وندعو إلى إجراء تحقيق سريع ومستقل لتقديم الجناة إلى العدالة»، فيما دعا منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط تور وينسلاند إلى إجراء تحقيق فوري وشامل ومحاسبة المسؤولين.