الفأس والبندقية

 الفأس والبندقية

 

د. نصر محمد عارف – العين الإخبارية

انظروا في جغرافية الأرض، واقرؤوا تاريخ شعوبها، لن تجدوا أمة أكثر فقرا من العرب والمسلمين، في العموم، باستثناء بعض الحالات الخليجية.

راجِعوا مؤشرات التنمية، ومقاييس الإنجاز، ستجدون غالبية العرب والمسلمين في ذيلها، أما في الفساد واللجوء والهجرة والنزوح فنحن في المقدمة.

هل تُنافسنا أمَّةٌ على ظهر الأرض في استيراد كل شيء له علاقة بالحياة من طعام إلى دواء إلى سيارات؟

هل تُنافسنا أمَّةٌ على ظهر الأرض في الاقتراض الدولي وتلقي المعونات؟..

نكرر، ربما نستثني العدد القليل من الدول العربية، دول الخليج العربي، في حديثنا عن تلك القائمة الطويلة من العرب المتراجعين في كل شيء تعليمًا واقتصادًا.

نحن أمة تستحيي منها اللغة، فلا تجد لها وصفًا مناسبًا، ويا ليتهم يختفون أولئك المتفاخرون بإنجازات أجدادنا، لأننا نتكلم الآن عن عرب ومسلمي الحاضر، لأن السابقين “أمَّة قد خَلَت”، فلننظر في واقعنا ونرى ماذا تحمل أيادي الشباب في مختلف بقاع العالم العربي والإسلامي.. هل تحمل فأسا تُنتج غذاءنا ولباسنا، أم تحمل بندقية موجهة إلى صدور ذويهم؟

فلننظر إلى اليمن والصومال، ماذا سنجد.. فأسا أم بندقية؟

منذ ما جرى في أفغانستان نهاية سبعينيات القرن الماضي، ثم الحرب العراقية-الإيرانية، وما تلاها من حروب الشيشان والبوسنة ثم الربيع العربي المشؤوم، صار لدى كل إنسان بندقية.. تركنا الفؤوس للروس والأمريكان والكنديين ليزرعوا لنا القمح ونستورده منهم لنُطعم شعوبنا.

راجعتُ ما أعرف من سُنّة النبي محمد، فلم أجد أمرًا بحمل البندقية، أي السيف حينها، بل وجدتُ نَهْيًا عن حمل السيف لمن أراد أن يحمله لأن له أبوين كبيرين، إذ أمره النبي بألا يذهب مع الجيش وأن يبقى مع والديه، وقال له النبي: “فيهما، أي أبويه، فجاهد”.

ووجدتُ في سُنّته أمرًا بحمل الفأس لمن وجده يسأل الناس، أمَره أن يبيع كل ما يملك من غطاء وفرش ويشتري فأسا ليجمع بها الحطب ويبيعه، وقال له نبي الجهاد الاقتصادي والاجتماعي بالعمل الدؤوب: “لأنْ يأكل أحدُكم من عمل يده خيرٌ له من أن يسأل الناس”، هذا ليس أمرًا فرديًّا، وإنما أمرٌ جماعي لكل الدول والمجتمعات الإسلامية.

سألتُ نفسي: على ماذا يتقاتل التعساء في بعض الدول العربية؟ وما غنيمة مَن يربح منهم؟

تقول التقارير إن أكثر من نصف الشعب اليمني في حاجة إلى الغذاء بصورة عاجلة، فهل توافق مليشيات إرهابية مسلحة كـ”الحوثي” أن تحمل الفؤوس بدل البنادق والمدافع، لأن اليمن، الذي كان سعيدا، فيه من الأسلحة الخفيفة والثقيلة في أيدي مواطنيه أكثر مما فيه من الفؤوس؟

ما الذي دفع شعوبنا عموما إلى حمل البنادق أكثر من الفؤوس وليس فيهم مَن يُنتج غذاءه؟ ما الذي جعل المجتمعات العربية والإسلامية تعيش حالة احتياج دائم إلى العالم المتقدم عنها بسنوات ضوئية؟

الجواب، وقد أكون مخطئا، أن أصل الداء في الخطاب الديني، في الثقافة الدينية، فيما نَسَبَه مفكرو عصور التراجع للدين، الخلل كل الخلل في فهمهم للحلال والحرام، في تعريفهم للواجب الديني، في قناعاتهم الدينية، لأن الدين في مجتمعنا هو الرمز الوراثي للثقافة، هو جيناتُها، كل شيء في ثقافتنا له أساس ديني، له مبرر ديني، له مسوّغ ديني، ولكل فهمه للدين وتفسيره له.

لذلك لا سبيل لهذه الأمة لتخرج من هذه الحالة البائسة إلا بعملية تجديد للتفكير الديني من داخل الدين، بمناهجه وفلسفته ذاتها، والخطر كل الخطر أن يستغل هذه الحالة المستغرِبون من الغارقين في التاريخ الأوروبي، صناع الإرهاب الذين يغذّونه بعدائهم للدين وعدم فهمهم له، وتعاليهم عليه، ما يدفع بشبابنا أكثر إلى حضن تنظيمات الإرهاب المتلاعبة بعقولهم تحت راية الدين، التي هو منها براء.

أخبار ذات صلة

xnxxonline tuoi69xnxx vnxxx xemphimsex xxxphimxet sexgai xnxxxarab xarabsextape arabmovies nphimsex sexsubxnxx sexvietsubcom xnxxarab Mobile Sex jav xxx Devar Bhabhi Ki Chudai video sesso film jav hd indian xxx jav hd xxx idesihd xxx jav film sesso x jav hd putas hindi bf sex desi xxx tokyo jav xxx hd hindi porn
"https://uaeplus.ae/