دفاعاً عن «وادي السيليكون»

 دفاعاً عن «وادي السيليكون»

 

 

جون ثورنيل – صحيفة البيان الاماراتية

لعل من أحد أغرب الأركان التي تخصصها مواقع التواصل الاجتماعي لتقييم السلع والخدمات التجارية هو الركن الذي خصصته شركة «أمازون» الشهيرة للتسوق الإلكتروني عبر موقعها الشبكي لتقييم أحد المنتجات التي تبيعها، وهو جهاز يقطع ثمار الموز إلى شرائح.

وشارك أكثر من 7000 مستهلك للجهاز بتقييمه عبر الموقع، والكثير منهم انتقده بأسلوب تهكمي لاذع، في تفنيد واضح لاعتقاد سائد لدى الكثيرين وهو أن الأمريكيين لا يميلون إلى السخرية، إلا أن الاستهزاء الصارخ بالجهاز الذي يباع مقابل 7.80 دولارات، قد أثبتت خطأ هذا الاعتقاد. كتب أحد المستهلكين متهكماً في تقييمه للجهاز: «اعتدت أن أقطع ثمار الموز باستخدام السكين، ثم أغسل نصل السكين بالماء لتنظيفه.

والآن بفضل الجهاز الجديد، بات يتعين علي أن أغسل 17 نصلاً منفرداً في كل مرة أقطع فيها ثمرة موز». وبإمعان النظر إلى تقييمات أخرى ساخرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي لمنتجات وخدمات أمريكية أخرى عديدة، سيتولد انطباع لدى المرء مفاده أن «وادي السيليكون» الشهير في ولاية «كاليفورنيا» لم ينتج خلال السنوات الأخيرة أشياء أفضل كثيراً من ذلك الجهاز المثير للسخرية الذي يقطع ثمار الموز.

والمعنى هنا واضح، فبينما تتباهى كبريات الشركات التقنية في «وادي السيليكون»، مثل «أمازون»، «غوغل»، «أبل»، «مايكروسوفت»، وغيرها كثيراً وعلى نحو بات متكرراً ومزعجاً، بابتكاراتها في الخدمات والمنتجات التي تقدمها إلى عملائها، إلا أن نظرة فاحصة ومتعمقة تكفي لاكتشاف أن غالبية هذه الابتكارات هي لمجرد الابتكار في حد ذاته لمجرد اختراع شيء جديد لم يكن له وجود من قبل، تماماً مثل جهاز تقطيع ثمار الموز، فكرته جديدة وغير مطروقة من قبل، لكنها ليست عملية على الإطلاق، ولا تجلب لمستخدمي الجهاز أي فائدة ملموسة.. بل على العكس، فإن مستخدمي الجهاز يرون أن تقطيع ثمار الموز بالسكين أفضل كثيراً.

هكذا هي غالبية ابتكارات الشركات التقنية الكبرى في «وادي السيليكون» خلال السنوات الأخيرة، وفقاً لآراء أعداد ليست بالقليلة من المعنيين بالأمر، فكانت ابتكارات لمجرد التباهي بأفكار جديدة، لكنها في واقع الأمر لم تسهم في حل مشكلات حقيقية يعاني منها العالم إلا قليلاً، بل أنها في كثير من الأوقات كانت تخلق مشكلات جديدة، أكثر مما تحل المشكلات القائمة.

ويرى برايان ميرشانت، الكاتب المتخصص في الشؤون التقنية، أن أسطورة «وادي السيليكون» قد انتهت فعلياً، ذلك أن شركاته باتت مشغولة بتحقيق الأرباح وبسحق صغار المنافسين، وليس بابتكار شيء جديد يكون مفيداً للبشرية فعلياً وعلى نحو ملموس.

وكتب ميرشانت في أحد مقالاته: «ثمة شعور بأننا قد بلغنا نهاية الإنترنت. إن ما يقرب من 90% من الشركات الناشئة التي أسسها شباب متأنقون ويتحدثون بلباقة تحاول في حقيقة الأمر الإجابة عن هذا السؤال: «ما هي الأشياء التي لم تعد أمي تصنعها لي، كي أجعل شركة ناشئة تصنعها لي من خلال تطبيق عبر هاتف ذكي؟» وفي سياق سعيها للإجابة عن هذا السؤال، تخلق الشركات الناشئة مستقبلاً لا يقوم فيه المستهلك بأي شيء سوى الضغط على تطبيق على هاتفه الذكي، فهذا تطبيق لتوصيل الوجبات ومنتجات البقالة، وآخر لخدمات غسيل وكي الملابس، وذاك التطبيق للخروج بالكلاب والقطط في نزهة.. وهكذا».

بدوره، يقول أدريان دوب، الأكاديمي لدى «جامعة ستانفورد»: «يشعر المرء كما لو كان ثمة اتجاه ثوري سائد في «وادي السيليكون»، ولكن من دون إحداث ثورة حقيقية في أي شيء».

ولأننا ندافع عن «وادي السيليكون» ونرفض الآراء القائلة بانتهائه، فمن أجل استمراريته، نقول إن شركاته تحتاج إلى إحداث تغيير حقيقي في طريقة تفكيرها.

يتعين عليها الاهتمام بالناتج الملموس فعالياً لابتكاراتها في حياة الناس، لا الأرباح فقط، لأن حتى تلك الأرباح تراجعت كثيراً خلال 2022، بالمقارنة مع الأرباح الخرافية التي حققتها هذه الشركات في 2020 و2021، وهما العامان اللذان شهدا ذروة تفشي جائحة «كوفيد19».

ولا حاجة للتذكير بالتراجع الكارثي في القيم السوقية لشركات التقنية في نهاية 2022، وكذلك الخسائر المرعبة في الثروات الشخصية لمؤسسيها ورؤسائها التنفيذيين.

وتعويضاً عن كافة أخطائهم التي أدت إلى تلك التراجعات والخسائر، بات مبدعو التقنية بحاحة على الأقل لإحداث تأثير في الإنتاجية المفيدة للبشر. ثمة طرق أخرى أبسط وأسهل لتقطيع ثمار الفاكهة بدلاً من ابتكار جهاز خصيصاً كي يتولى تلك المهمة.

أخبار ذات صلة

xnxxonline tuoi69xnxx vnxxx xemphimsex xxxphimxet sexgai xnxxxarab xarabsextape arabmovies nphimsex sexsubxnxx sexvietsubcom xnxxarab Mobile Sex jav xxx Devar Bhabhi Ki Chudai video sesso film jav hd indian xxx jav hd xxx idesihd xxx jav film sesso x jav hd putas hindi bf sex desi xxx tokyo jav xxx hd hindi porn
"https://uaeplus.ae/