روسيا تهدد بقصف مراكز القيادة بكييف وواشنطن تقدم مساعدات عسكرية إضافية لأوكرانيا
وكالات
أعلنت وزارة الدفاع الروسية سيطرتها على ميناء ماريوبول، وهددت باستهداف مراكز صنع القرار في كييف، بينما أعلن البيت الأبيض الأميركي تقديم مساعدات عسكرية إضافية لأوكرانيا بقيمة 800 مليون دولار.
وهدد المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية الجنرال إيغور كوناشينكوف، الأربعاء، بقصف مراكز القيادة في كييف، ردا على ما أسماها محاولات أوكرانية لشن هجمات تخريبية على أهداف في أراضي جمهورية روسيا الاتحادية.
من جهة أخرى، قال كوناشينكوف إن الجيش الروسي “حرر مدينة ماريوبول بالكامل من مسلحي كتيبة آزوف النازية، وحرر جميع الرهائن الأجانب الذين كان يحتجزهم النازيون على متن السفن في الميناء”.
وفي وقت سابق الأربعاء، قالت وزارة الدفاع الروسية إن أكثر من ألف من جنود مشاة البحرية الأوكرانية استسلموا في ماريوبول المحاصرة، وهي الهدف الرئيسي لموسكو في منطقة دونباس شرق البلاد التي لم تتمكن بعد من السيطرة عليها.
وقد بثت وسائل إعلام روسية صوراً قالت إنها للجنود الأوكرانيين الذين استسلموا. في حين قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأوكرانية إنه ليس لديه معلومات عن استسلام لواء من مشاة البحرية في ماريوبول.
بدوره، حذر سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي، الأربعاء، من أن بلاده ستعتبر المركبات التي تنقل أسلحة تابعة للولايات المتحدة وحلف الناتو إلى الأراضي الأوكرانية “أهدافا عسكرية مشروعة”.
وتعهد المسؤول الروسي بإحباط بلاده للمساعدات العسكرية الغربية لأوكرانيا التي تهدف إلى تأخير العملية العسكرية الروسية الخاصة، وفق قوله.
وأضاف ريابكوف: يجب أن يفهم الأميركيون والغرب أن محاولات إبطاء عملياتنا الخاصة وإلحاق أقصى قدر من الضرر بالوحدات والتشكيلات الروسية من جمهوريات دونيتسك ولوغانسك الشعبية سيتم قمعها بشدة.
100 ألف مُحاصر
في المقابل وفي أوكرانيا، قال فاديم بويشينكو رئيس بلدية ماريوبول إن أكثر من 100 ألف شخص ما زالوا محاصرين داخل المدينة دون أي وسيلة لجلب الطعام أو الماء، متهما موسكو بعرقلة قوافل المساعدات.
في حين قالت إيرينا فيريشوك نائبة رئيس الوزراء إنه لن تُفتح أي ممرات إنسانية اليوم في المناطق المتأثرة بالمعارك خصوصا ماريوبول.
وأضافت فيريشوك أن “القوات المحتلة” انتهكت وقف إطلاق النار واحتجزت الحافلات مما يجعل من عمليات الإجلاء أمرا محفوفا بالمخاطر، وفق تعبيرها.
بدوره، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه يعتقد أن الآلاف قتلوا خلال حصار ماريوبول المستمر منذ قرابة 7 أسابيع، متهما روسيا بحشد آلاف الجنود في المنطقة لشن هجوم جديد، وفق تعبيره.
وفي سياق متصل، قالت قيادة القوات المسلحة اليوم إن القوات الروسية مستعدة تماما لشن هجوم جديد في منطقة دونيتسك شرق البلاد ومنطقة خيرسون الجنوبية.
وأظهرت صور أقمار صناعية تواصل إعادة انتشار القوات الروسية في مناطق شرقي أوكرانيا استعدادا لعمليات محتملة في دونباس. وأوضحت الصور التي نشرتها شركة “ماكسار” عشرات الآليات والمعدات والتمركزات العسكرية على بعد 8 كيلومترات شرقي الحدود الأوكرانية.
كما رصدت إنشاء قاعدتين عسكريتين جنوب أوكرانيا وشبه جزيرة القرم، يحتمل أن تستخدمهما القوات الروسية في الإمداد ودعم العمليات في ماريوبول وخيرسون وميكولايف.
وعلى عكس المرحلة الأولى من الحرب المستمرة منذ شهر ونصف الشهر، فإن إعادة الانتشار الروسية تجبر أوكرانيا على خوض معارك تقليدية تشارك فيها دبابات ومدفعية وطائرات على تضاريس مستوية وقاحلة.
في شأن ميداني آخر، قال نائب وزير الدفاع الأوكراني إن هناك مخاوف ومخاطر كبيرة من أن يستخدم الروس أسلحة كيميائية في بلاده، حسب قوله.
وأضاف أن روسيا لا تزال تملك ترسانة ضخمة من الصواريخ على الرغم من كثرة ما أطلقته على أوكرانيا منذ بدء الحرب.
مساعدات أميركية
وفي سياق متصل وعلى الجانب الأميركي، أعلنت إدارة الرئيس جو بايدن، الأربعاء، عن تقديم مساعدات عسكرية إضافية لأوكرانيا بقيمة 800 مليون دولار، مما يرفع إجمالي المساعدات منذ الغزو الروسي إلى أكثر من 2.4 مليار دولار.
وقال بايدن -في بيان بعد اتصال هاتفي مع زيلينسكي- إن بلاده ستواصل تزويد أوكرانيا بما تحتاجه للدفاع عن نفسها بينما تستعد روسيا لتكثيف هجومها في دونباس.
وأكد المتحدث باسم وزارة الدفاع (البنتاغون) جون كيربي أن الإمدادات الجديدة تتوافق مع ما يحتاجه الأوكرانيون في المعارك المقبلة.
وحذر كيربي -خلال مؤتمر صحفي- من أن الروس قد يلجؤون إلى استخدام الأسلحة البيولوجية والكيميائية.
بدورها، نقلت وول ستريت جورنال الأميركية عن مصادر مسؤولة أن واشنطن قررت تكثيف تبادل المعلومات الاستخباراتية مع القوات الأوكرانية.
وأضافت أن القرار اتخذ الأسبوع الماضي من أجل تسهيل استهداف الوحدات الروسية في دونباس وشبه جزيرة القرم.
إطالة أمد الحرب
سياسيا، اتهمت الخارجية الروسية كييف بإطالة أمد محادثات السلام.
وقالت المتحدثة باسم الوزارة ماريا زاخاروفا -في إفادة أسبوعية- إن المحادثات مع الأوكرانيين مستمرة عبر الإنترنت.
كما أعلنت الوزارة فرض عقوبات على 398 عضوا من مجلسي الشيوخ والنواب الأميركيين و87 برلمانيا كنديا، مشددة على أنها أدرجت أعضاء الكونغرس الأميركي على القائمة السوداء.
في المقابل، قال الرئيس الأوكراني إن بلاده تتعرض لهجوم روسي باستخدام أسلحة نوعية وصواريخ كيميائية.
واتهم زيلينسكي -في كلمة أمام البرلمان الإستوني- روسيا بارتكاب انتهاكات عدة ضد سكان دونباس، وبتهديدها باجتياح الدول المجاورة.
بدوره قال وزير خارجيته دميترو كوليبا إن الصفقة العادلة أن يزودها الشركاء بكل الأسلحة الثقيلة التي تحتاجها.
وأوضح أن الأوكرانيين يقاتلون ويوقفون روسيا الآن حتى لا يضطر الشركاء للقتال لاحقًا كما يؤكد الرئيس زيلينسكي.
تشاؤم أممي
من جانبه، استبعد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إمكانية وقف إطلاق النار حاليا في أوكرانيا، وطالب الرئيس الروسي بمفاوضات “جادة تفضي إلى سلام”.
وقال غوتيريش في مؤتمر صحفي “لا يبدو ممكنا في الوقت الحالي التوصل إلى وقف إطلاق النار، ولكن هناك الكثير من الأمور التي يمكن عملها، مثل إجلاء المدنيين”.
وفي وقت سابق الأربعاء، حذر غوتيريش من “أزمة ثلاثية الأبعاد: الغذاء والطاقة والتمويل، ضربت الشعوب والبلدان والاقتصادات الأكثر ضعفا في العالم” جراء الحرب الروسية الأوكرانية.
وتعتمد 36 دولة على روسيا وأوكرانيا في أكثر من نصف وارداتها من القمح، بما في ذلك بعض أفقر البلدان وأكثرها ضعفا.
وأعلنت الأمم المتحدة أمس مقتل ما لا يقل عن 1932 مدنيا وإصابة ألفين و589 آخرين في أوكرانيا، منذ شن روسيا عمليتها العسكرية أواخر فبراير/شباط الماضي.
وذكرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، في بيان، أن 4 ملايين و656 ألفا و509 أشخاص لجؤوا إلى الدول المجاورة منذ اندلاع الحرب، أكثر من نصفهم إلى بولندا.