صدام المليارديرات.. “ماسك” يشكك في الأعمال الخيرية لـ”جيتس”
يواصل الملياردير الأمريكي إيلون ماسك مسلسل معاركه التي لا تنتهي، وهذه المرة جاء الصدام مع بيل جيتس رابع أغنى أغنياء العالم.
التراشق بين الطرفين هذه المرة، جاء بسبب أسهم شركة تيسلا، والتي قادت في النهاية إلى تشكيك إيلون ماسك في الأعمال الخيرية التي يقوم به بيل جيتس وتحديدا مجهوداته في قضايا المناخ.
ماسك اتهم مؤخرا الشريك المؤسس لشركة مايكروسوفت بيل جيتس ببيع أسهم شركة تيسلا على المكشوف، وهو ما يعني أن الأخير يراهن على انخفاض قيمة الأسهم مع الوقت.
يقع المليارديران أعلى قائمة فوربس للأثرياء في العالم، حيث يأتي الرئيس التنفيذي لشركة تيسلا، إيلون ماسك، على رأس القائمة، بثروة بالغة 269.7 مليار دولار، ويأتي بيل جيتس في المركز الرابع، بثروة بالغة 130.2 مليار دولار، حتى 23 أبريل 2022.
بيع على المكشوف
أكد إيلون ماسك النصوص المسربة التي شاركها حساب على تويتر، والتي تظهر رفضه فرصة لاستثمار خيري مع بيل جيتس بعد سؤاله لمؤسس شركة مايكروسوفت عما إذا كان يقوم ببيع أسهم شركة تيسلا على المكشوف.
البيع على المكشوف هو بيع أصول مالية مثل الأسهم ومن ثم إعادة شرائها عند انخفاض السعر والاستفادة من الفرق بين سعر البيع وسعر الشراء.
أوضح ماسك قائلًا: “آسف، لكن لا يمكنني أن آخذ عملك الخيري على محمل الجد بينما تقوم ببيع أسهم تيسلا على المكشوف، الشركة التي تبذل قصارى جهدها لحل مشكلة تغير المناخ”.
كان بيل جيتس قد أوضح لإحدى الكاتبات في صحيفة نيويورك تايمز، كارا سويشر، العام الماضي: “من المهم أن نقول إن ما فعله إيلون مع تيسلا هو أحد أكبر المساهمات في تغير المناخ على الإطلاق. وأنت تعلم أن الاستخفاف بإيلون ليس فكرة جيدة”.
لكنه أضاف أن ما كانت تفعله تيسلا يصب في إطار “الأشياء السهلة، مثل سيارات الركاب”. لهذا، شدد جيتس على الحاجة إلى إحداث تأثير أكبر على تغير المناخ من خلال معالجة الصناعات الأخرى.
يرى جيتس أننا لا نقوم بعمل ما يكفي في القطاعات الصعبة الأكثر تأثيرًا، من أمثلة الصلب والأسمنت واللحوم. “للأسف، يقتصر تفكير الناس على ثلث المشكلة المتمثل في الكهرباء وسيارات الركوب، علينا أن نوجه جهودنا لثلثي القضية”.
قضايا المناخ
أوضحت فوربس، في فيديو نشرته على اليوتيوب في فبراير العام الماضي، أن بيل جيتس يركز على رقمين: 51 مليارا وصفر. الأول هو عدد الأطنان من غازات الدفيئة التي تضاف عادة إلى الغلاف الجوي كل عام نتيجة للأنشطة البشرية، والأخير هو عدد الأطنان التي نحتاج إلى الوصول إليها بحلول عام 2050 من أجل تجنب أزمة المناخ.
قال جيتس لفوربس في فبراير العام الماضي إنه استثمر أكثر من مليار دولار في الشركات التي تعمل على تحقيق انبعاثات صفرية. وتقدر استثماراته إجمالاً بنحو ملياري دولار.
يصف جيتس نفسه بأنه على الأرجح أكبر ممول للتقنيات التي تركز على طرق التقاط الكربون من الهواء. كما تعمل اثنتان من أكثر الشركات المعروفة التي كان مستثمرًا فيها على إنتاج اللحوم النباتية، وهما Impossible Foods وBeyond Meat.
كان صندوق Breakthrough Energy Catalyst، وهو صندوق خاص وعام يدعمه غيتس قد خطط للمساعدة في استثمار ما يصل إلى 15 مليار دولار في مشاريع التكنولوجيا النظيفة في جميع أنحاء الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي، بحسب ما نقلته CNBC مطلع العام الجاري.
يعد ماسك بين المليارديرات الأقل إحسانًا في العالم حتى الآن، خاصةً بالنسبة إلى حجم ثروته، حيث بلغت النسبة التي تبرع بها ماسك 0.001% فقط من ثروته البالغة 246 مليار دولار في وقت إعداد قائمة فوربس لأكبر المليارديرات إنفاقًا على الأعمال الخيرية.
فيما يتباهى معظم أقران ماسك من أصحاب الثروات بسجلات أفضل في مجال الإنجازات الخيرية، فعلى سبيل المثال، تبرع وارن بافيت، الذي يعد أكثر المليارديرات إحسانًا في العالم، بحوالي 46.1 مليار دولار في حياته، أو ما يعادل 40% من ثروته البالغة 115.6 مليار دولار وقت التقديرات.